السبت، 19 سبتمبر 2009

غزو العدو الفكري للغة العربية في نيجيريا


غزو العدو الفكري للغة العربية في نيجيريا
إعداد
عثمان إدريس كنكاوي
محاضر بقسم العربية، كلية التربية، إلورن، ولاية كوارا,
مقدمة:
كانت نيجيريا من البلدان التي تتمتع بالعدد الكبير من المسلمين، فيها ما يروق العيون ويجذب العقول من الآثار الإسلامية, ولقد ملكها الحكم الإسلامي قبل الاستعمار البريطاني وكان لسانها الرسمي اللغة العربية. ثم جاء الاحتلال الغاشم البريطاني فكدّر مياهها وجعل أعزة أهلها أذلة, ذلك أنهم فتنوا العربية ومدارسها, ورصدوا لها من كل مكان للقضاء على الإسلام والمسلمين. وفي أول أمرهم بدءوا يعادون العربية بالغزوات العسكرية, ولما رأوا الفشل في ذلك، لجئوا إلى الغزوات الفكرية التي كانت أخفي الأسلحة يحارب بها الأعداء.
فالغزوات الفكرية للتعليم العربي في نيجيريا عبارة عن مجموعة من الدسائس والمكائد والهجمات الفكرية المتلاحقة ذات صلة بتاريخ اللغة العربية ومدارسها قديما وحديثا في نيجيريا، والتي كانت في ظاهرها موجهة إلي العربية ومدارسها لكنها في حقيقتها موجهة إلي الإسلام والمسلمين للقضاة علي التعليم العربي وطيّه في سجل الخمول والنسيان.
فإن هذا البحث محاولة متواضعة لمناقشة تلك الغزوات الفكرية التي حارب بها البريطانيون التعليم العربي في هذه البلاد. فالمبحث الأول في هذه المقالة عبارة عن مفهوم الغزو الفكري، معناه المعجمي والاصطلاحي، نشأته، أنواعه، مظاهره واتجاهاته. بينما يعالج المبحث الثاني التبعات التاريخية لماضي اللغة العربية وحاضرها في نيجيريا ثم جاء المبحث الثالث لمناقشة مظاهر الغزو الفكري للتعليم العربي في نيجيريا. وفي المبحث الرابع تفصيل لآثار الغزوات الفكرية للمدارس العربية في نيجيريا ابتداء بآثار الغزو الفكري في المدارس القرآنية والابتدائية ثم في المدارس الإعدادية والثانوية ثم في الجامعات والمعاهد العليا.
المبحث الأول: مفهوم الغزو الفكري
أولا: معنى الغزو الفكري المعجمي
الغزو الفكري مصطلح مركب من كلمتين هما: الغزو والفكر، وأما الغزو:فهو قصد الشيء وإرادته وطلبه(1)، ويقال غزا العدو غزوا وغزوانا أي سار إلي قتالهم وانتهابهم
في ديارهم(2). وأما الفكر:فهو إعمال النظر أو الخاطر في شيء أو إعمال العقل في المعلوم للوصول إلي معرفة مجهول، والتفكر هو التأمل(3).
فبهذا المعني اللغوي لمادتي هذا المركب التو صيفي يتبين لنا أن معني الغزو الفكري في الدلالة اللغوية هو قصد الشيء وإرادته وطلبه مع تردد القلب وإعمال النظر الثاقب فيه.
أما معناه الاصطلاحي: فلقد عرفه الباحثون بعدة تعريفات يوضح بعضها بعضا في فهم المراد بالغزو الفكري. ومن تلك التعريفات ما يلي:
الغزو الفكري:مصطلح حديث يعني مجموعة من الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء علي أمة أخري أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة(4).
ويقول الآخر من الباحثين بأنه: اتخاذ أمة من الأمم مناهج التربية والتعليم لدولة من هذه الدول الكبيرة فتطبقها علي أبناءها وأجيالها، فتشوه بذلك فكرهم وتمسخ عقولهم، وتخرج بهم إلي الحياة، وتكون تبعيتهم لأصحاب تلك المناهج الغازية مع الاحترام الشديد للآراء الغازية (5).
ويقول نذير حمدان بأن الغزو الفكري لم يعن سوي هجمات فكرية متلاحقة ذات صلة بتاريخ المسلمين وحاضرهم، تطرح شبهات وأفكار مزيفة مستوعبة تراث الإسلام وأحوال المسلمين، وقد انطلقت من البلاد الأجنبية شرقية أو غربية على يد المنتصرين وأقلام المستشرقين بعيدة عن العمل العسكري المسلح(6)
إذًا، فيمكن القول بأن المقصود من الغزو الفكري هو تلك الوسائل غير العسكرية التي اتخذها أعداء الإسلام لإزالة مظاهر الحياة الإسلامية وصرف المسلمين عن التمسك بالإسلام مما يتعلق بالعقيدة وما يتصل بها من أفكار وتقاليد وأنماط وسلوك ولغة دينهم. وبوجه عام هو كل مجموعة من الجهود التي تتخذها أمة ضد أمة أخرى بهدف التأثير عليها لتوجيهها إلي وجهة معينة، وبعبارة أخرى وهو كل حركة مضادة اتخذها أعداء الإسلام ضد الأمة الإسلامية بقصد التأثير عليها في جميع الميادين التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع استخدام الوسائل والأساليب التي يرونها مناسبة لتحقيق الأغراض(7).
ثانيا:- نشأته، أنواعه مظاهره، واتجاهاته.
أن الدافع الحقيقي إلي نشأة الغزو الفكري هو الحصيلة المرة التي خرج بها الصليبيون من حروبهم الأولى مع المسلمين في القرن الخامس والسادس الهجريين (1012-1011م)، و التي انتهت بالهزيمة الساحقة وعدم تحقيق شيء مما أخرج الصليبين من بلادهم لتحقيقه وبذلوا فيه الأموال والدماء والنفوس. وفي تلك الحروب الأولي وقع لويس التاسع ملك فرنسا في الأسر بعد هزيمة حملته الصليبية، وبقي سجينا في المنصورة فترة من الوقت حتى افتداه قومه وأطلق سراحه.وفي أثناء سجنه أخذ يفكر فيما حلّ به وبقومه ثم جمع قريحته وقال لقومه:" إذا أردتم أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده، فقد هزمتهم أمامهم في معركة السلاح، ولكن حاربوهم في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم (8) .
وقد سار الأوربيون بالفعل في طريق تنفيذ وصية لويس حيث أعدوا جيوشا من المستشرقين والمنتصرين الذين قاموا بحركة تشويه الإسلام ووصف دستوره بالغموض وتمزيق صفوف المسلمين عن طريق إشاعة النعرات في العالم الإسلامي(9).
وأما أنواعه فعد قسمت أمم الكفر من الشرق والغرب أنواع الغزو الفكري إلى ثلاثة أنواع لتسهيل الدرب في تحقيق أغراضهم. والنوع الأول هو الغزو الفكري النصراني الصليبي و الثاني هو الغزو الفكري الصهيوني والثالث هو الغزو الفكري الشيوعي الإلحادي.
رأي النصارى أن الغزو الفكري أقوي وأثبت من الغزو المادي، ورأوا أن الاستيلاء علي الفكر والقلب أمكن من الاستيلاء علي الأرض، فلجئوا إلي محاربة الإسلام والمسلمين بالغزو الفكري الذي كان هو البديل الأنكي من الغزو العسكري.
وأما الغزو الفكري الصهيوني فهو من اليهود الذين لا يألون جهدا في إفساد حياة المسلمين الاجتماعية والدينية والسياسية، ومن وسائلهم لبلوغ المرام نشر العقائد الباطلة كالماسونية والقاديانية والبابلية والبهائية وغيرها، ويستعين الغزو الفكري الصهيوني بالنصارى وغيرهم في تحقيق المآرب والأغراض. والغزو الفكري الشيوعي الإلحادي يسير على درب شاكلته إلا أنه يمتاز باللجوء إلي اقتطاف أبناء المسلمين ثم تدريبهم على محاربة دينهم الإسلامي وجعلهم ركائز بلادهم ينشرون الإلحاد والفكر الشيوعي بكل ما لديه من المدد والعون(10).
ولقد اتخذ الغزو الفكري بجميع أنواعه للإسلام و المسلمين ولغتهم، مظاهر عديدة واتجاهات مختلفة في طول الأرض وعرضها حاملا في طياتها السم إلي العسل، والموت في شكل الدواء. ونظم أصحاب هذا الغزو الفكري حملات متنوعة، منها: حملات موجهة لتشويه القرآن الكريم وفي ذلك يقول المنصر جون تاكلي:"يجب أن نرى هؤلاء الناس (المسلمين) أن الصحيح في القرآن ليس جديدا، وأن الجديد ليس صحيحا" (11). وللغزو الفكري حملات أخرى منها: ما هي موجهة إلى تشويه السنة النبوية، وحملات لتشويه شخصية الرسول الكريم، وحملات لتشويه التاريخ الإسلامي وتراثه، وحملات لتغريب التعليم العربي والثقافة الإسلامية والنظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتغريب الأخلاق والآداب، وتغريب اللسان من لغة القرآن.
المبحث الثاني: ماضي اللغة العربية وحاضرها في نيجيريا
تعتبر اللغة العربية من أرقي اللغات السامية، أسهمت في تاريخ الحضارة والإنسانية في العالم، وأنارت أوربا فكانت وعاءا للحضارة الإسلامية العالمية في مشارق الأرض ومغاربها. ولا ينتهي شرفها لعلاقتها بالإسلام فحسب بل هي لغة ذات ثقافة عالية يتكلم بها أمة عظيمة في آسيا وأفريقيا، ولا تستغني عنها في الشئون الدولية(12). وكما كانت اللغة العربية لغة كلاسيكية لأهل أفريقيا إذ قد مثلت دورا فعالا في احتفاظ تاريخ غرب أفريقيا القديم وثقافته. وفي ما ذكره "ديفدسن" دلالة واضحة علي أولية تدوين تاريخ منطقة جنوب الصحراء سنة 638 الميلادية على يد وهب بن منبه باللغة العربية(13).
ولعله من الصواب بمكان، أن اتصال اللغة العربية بنيجيريا يعود إلى القرن الأول الهجري عن طريق القوافل التجارية والعلماء الوافدين والحجاج. ومنذ ذلك الحين كانت العربية في ماضي حياتها تؤدي أدوارا مهمة في المجتمع النيجيري ومن تلك الأدوار، محو الأمية وتعليم الكبار وتوثيق الوقائع التاريخية وتسجيل الدواوين الحكومية الداخلية والخارجية وتأسيس الدولة التي اتخذت العربية لغة رسمية مثل بلاد صكتو وامبراطورية كانم- برنو وبعض البلاد المحلية في بلاد يوربا(14).
أما حاضر اللغة العربية في نيجيريا لا يزال يتضرر بما قد خططته لها الحملة البريطانية الغاشمة منذ احتلالها، للقضاة عليها والنيل من جاهها ويمكن ملاحظة هذا الظلم للغة العربية بالبحث عن مكانتها اليوم عند الحكومة النيجيرية ومدي تحقيرها لحماة هذه اللغة العربية وثقافتها.
والحقيقة أن هذه الدولة علمانية لا بمعناها الشائع وهو فصل الدين عن الدولة بل بمعناها الحقيقي وهو فصل الدين عن الحياة إذا فالدولة لا دينية أو تقول دنيوية ولذلك تري على وجهها كراهية ماله صلة بالدين عامة وبالإسلام خاصة لأن المسلمين في هذه الديار جماعة إسلامية لا أمة إٍسلامية والعربية لغة دينهم وهي في ظاهرها وباطنها تخدم الثقافة الإسلامية كما تخدم اللغة الإنكليزية والفرنسية في هذه الديار الثقافة الغربية المسيحية(15).ولقد نجح الاستعمار البريطاني في البديل الأنكي للعربية ففرض تعليم الإنكليزية على المواطنين بدلا من العربية وغير ذلك. وكل ذلك لم يكن من سبيل الغزو العسكري المسلح بل بالغزو الفكري النصراني بالتعاون مع التيارات المعادية للعربية في هذه الديار. وقد أحدثت آثار هذا الغزو الفكري للغة العربية في نيجيريا أخرانا أذهلت عقول المفكرين المنتوين.
المبحث الثالث: آثار الغزو الفكري ومظاهره تجاه اللغة العربية في نيجيريا.
ذهب الاستعمار وجاء الغزو الفكري أنكي البديل وأخفي السلاح، واستطاع أن يفعل باللغة العربية في نيجيريا ما فعل بها في الدول العربية إذ هو لا يزال يستهدف في غايتين مهمتين. الأولي: تفريق المسلمين وتفريق اللغة العربية وثقافتها وقطع العربية حتى لا تتم للمسلمين وحدة. الثانية: قطع الصلة بين قديم تراثنا الإسلامي وحديثه وإلصاق القرآن الكريم بكل نقص لتحويل أذواق الأجيال الناشئة عنه(16).
فالمراد بالغزو الفكري للغة العربية في نيجيريا وهو تلك المكائد والدسائس ضد العربية التي كانت في ظاهرها موجهة إلى اللغة العربية لكنها في حقيقتها موجهة إلى القرآن والحديث. ومن المبكي أن يجعل الغزو الفكري اللغة العربية سقط المتاع وحماتها عبيد العصا يعيشون علي هامش المجتمع. وهذا، ولا يخفي على كل متبصر، أن آثار الغزو الفكري قد بدأت تظهر تجاه العربية ومدارسها، كما تعرقل مناهجها التعليمية وتعيب شهادات علومها كما تطوي تراثها في سجل النسيان وتصد عن الأعمال الخبرية الخارجية التي توصل جناحها.
هذا، فإن الدكتور على أبوكر ألقي دلوه في تاريخ هذه الغزوات الفكرية المعادية للتعليم العربي في ثقافته، كما أشار إليها الشيخ آدم عبد الله الإلوري في إسلامية، ودرسها من كل جانب في صراعه مع رسم الخطوط للقضاء عليها في ذلك الكتاب وجعل مركزه مكان التنفيذ لآرائه ضد الغزوات الفكرية المعادية للعربية. وشارك الدكتور غلادنث بحركاته في هذا الموضوع.
المبحث الرابع: آثار الغزو الفكري للمدارس العربية.
لا شك في أن الإسلام هو الدافع إلي نشأة المدارس العربية وانتشارها في نيجيريا. ويختلف نظام هذه المدارس العربية باختلاف الفترات الزمنية للعصور الأدبية في هذه البلاد. وقبل الاستعمار البريطاني مع غزواتهم العسكرية والفكرية كان المسلمين في خلال القرن الرابع عشر يشدون الرحال إلى بعض المراكز العلمية مثل كنو وكشبه التي يأتي إليها الوفود من العلماء مثل وفد الوانغراويين في عهد ملك كنو والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي في عهد محمد رمقا. ومن الناس من يأخذ خلال السفر إلى الحج بانتهاز الفرصة في استماع إلى علماء الأزهر مثل الشيخ محمد الفلاني الكثناوي الذي اتصل بالشيخ الحسن الجبرتي. ولم يتجاوز مستوي المدارس العربية في القرن الرابع عشر مرحلة المدارس القرآنية والمطالب الدينية البسيطة.(17)
ولما جاء العهد العثماني في القرن الثامن عشر لم تكن المدارس العربية على النظام الرسمي كما نراها اليوم بل طيبت تلك الحكومة الإسلامية معيشة أهل البلاد ولاسيما العلماء حتى كان في استطاعة العلماء أن يفتحوا أبوابهم لجميع الطلاب، وإن لم يتجاوز مستوي المدارس العربية وقتئذ المرحلة القرآنية ومرحلة الدهليز، حيث يتسلح الطالب بجميع الفنون العربية. وهذه المدارس مع ومناهجها القاصرة ومقرراتها غير المتوافرة استطاعت أن تصنع عباقرة في العلوم والفنون أمثال الشيخ عبد الله بن فودي.
جاء الاستعمار البريطاني إلى نيجيريا حاملا في طياته كل الدسائس والمكائد العسكرية والفكرية لتنصير المسلمين وتغريب ثقافتهم وعاداتهم. ولما رأي البريطانيون أن السبيل إلى تحقيق غايتهم وهو الأخذ بزمام التعليم، بدءوا معاملة التعليم العربي بكل ما لديهم من الغزوات العسكرية والفكرية، وفي أول أمرهم آثروا استخدام الغزوات العسكرية وسيلة هادفة إلى تحقيق أغراضهم الباطلة تجاه المدارس العربية. ولما رأوا الفشل والمقاومة الشديدة من الجزء الشمالي النيجيري حيث العربية تتمتع بأرغد عيشها، لجئوا إلى الغزو الفكري الذى كان أخفى السلاح والسم القاتل لمحاربة العربية والقضاء على كيانها في هذه البلاد(18).
ذهب الاستعمار واحتلت مكانه الغزوات الفكرية التي تتجدد كل يوم منذ الاحتلال البريطاني إلى وقتنا الحاضر، كما تتغلغل في الأذهان للقضاء على الإسلام والمسلمين لاسيما التعليم العربي في هذه الديار. وتراها تأتي مع التنكر من الحملة الاستعمارية نفسها أو من أنصارها والمؤيدين لها من المسيحيين وضعاف الإيمان من المسلمين. وكانت الحكومة من أقوي الوسائل لها لتنفيذ أفكارها المعادية للغة العربية في جميع مستوياتها التعليمية.
ونلاحظ آثار هذه الغزوات الفكرية للتعليم العربي بالرجوع والبحث عن الرقود والهبوط الذين يتعلقان بأهداب جميع المراحل التعليمية العربية في هذه والبلاد.
أولا: آثار الغزوات الفكرية في المدارس القرآنية والابتدائية
كانت المدارس القرآنية تتمتع بالحرية الكاملة قبل القرن العاشر الى القرن الثامن عشر وشاء القدر أن تتطور في القرن التاسع عشر أيام السلطة الفودية ثم بدأ تاريخ الغزوات الفكرية للمدارس القرآنية باحتلال القوة البريطانية نيجيريا، ومنذ ذلك الوقت بدأ البريطانيون يصبون جمّ عذابهم على المدارس القرآنية مستخدمين في ذلك كله الغزوات الفكرية المعادية للمدارس القرآنية.
هذا فإن حركة استخدام الغزو الفكري بدأت بإرسال مطران تغويل (BISHOP TUGWELL) المبشر الأول المبعوث إلى شمال نيجيريا، كنو، عام 1900. وفي عام 1906 جاء مللر (MILLER) الذي أصبح قائدا بعد رجوع تغويل إلى انجلنزا، واقتراح الحكومة إنشاء مدرسة داخلية ذات قسمين: قسم لتربية أبناء الرؤساء والملوك المسلمين، وقسم آخر غير داخلي للنائلين شيئا بسيطا من الثقافة الإسلامية، فوافقت الحكومة على ذلك إلا أن الخطة فشلت، ولم تنجح هذه الحملة للمقاومة الشديدة التي أظهرها الشماليون. ولما رأت الحكومة المستعمرة الفشل في هذه العملية الشنيعة، لجئت إلى أن تعير هنس فيشار (HANNS VISCHER) عام 1908 من الإدارة إلى التعليم ليقوم بتنظيم التعليم في الشمال، وقبل شروع فيشار في هذه الواجبة افتطنت إلى أن ترسله الحكومة ورأت أن ترسله أولا إلى بعض البلاد المسلمة التي كان الإنجليز يستعمرونها حين ذلك، فتمت زيارته إلى مصر والسودان وغانا، وفي خلال هذه الزيارات استطاع هنس فيشار أن يقف على أسرار النظام التعليمي في تلك البلاد المسلمة فاقترح للحكومة فتح مدرسة حكومية وتم إنشاؤها في كنو عام 1909.فلما ظهرت ملامح النجاح في هذه المدرسة أنشأت الحكومة مثلها في صكتو وكشينة عام 1911.(19)
ولعلنا نشعر مدي تأثير هذه الغزوات الفكرية علي المدارس القرآنية والابتدائية منذ وطئة قدمي الاستعمار على نيجيريا.ويسرني في هذا الصداد أن أعرض ما قاله الشيخ الإلوري في بيان الإستراتيجيات البريطانية في القضاء على التعليم العربي في المدارس القرآنية وتغريب اللغة والثقافة في المدارس الابتدائية في نيجيريا يقول الإلوري:
" في منصف القرن التاسع عشر الميلادي، أغار المبشرون بخيلهم ورجلهم على بلاد نيجيريا شمالا وجنوبا فوقف لهم المسلمون على الباب وتصدوهم والمرصاد، وخصوصا في الشمال، ولكنهم في الجنود وجدوا مجالا واسعا...................... رغم أنهم وجدوا في أكثر المدن الجنوبية مدارس قرآنية في دهاليز المساجد وبيوت العلماء ............. لم يجدوا إقبالا عظيما من أبناء المسلمين ........... على تعلم الانجليزية، فوقعوا في الأوساط الوثنية والقرى الريفية، فاقتصوا عددا من أبناء الفقراء والفلاحين فضاعت من هؤلاء ......... عقيدتهم واستبدلوها بالنصرانية إلا قليلا منهم في الشمال والجنوب. ذلك قام حماة الإسلام ينصحون المسلمين لها ....... من الوقاع في حبائل التبشير......... جاء إلى نيجيريا بعض العرب المغاربة كالشريف.............. والشامي من العرب المشارقة فأسسوا جمعيات إسلامية ومدارس عربية كما جاء مستشرق انجليزي.......... اسمه......... (ويلمت بليدن)........... كان يجيد العربية.............. وأدرك المسلمين في تأخر وتخلف بعيد في ميدان التعليم الانجيليزي، فسألهم عن السبب فأجابوا أنهم يخافون من ضياع غقيدة أولادهم بدخول تلك المدارس، فأجابهم أن الخطب يسير والحل الوسط موجود................ فطلب فتح مدرسة خاصة لأبناء المسلمين............ في لا غوس............ وكانوا،.......... فبدأت المدرسة تؤدي رسالتها................ ثم عملت الشحناء عملها في نفس رجال الكنائس فقاموا........... بالاحتجاجات....... على إسقاط كلمة إسلامية من اسم المدرسة............. ومن هنا انتبه المسلمون بما يبيته المسيحيون من شر............ فعزموا على إنشاء الجمعيات الإسلامية.(20)
وملامح هذه الغزوات الفكرية للقضاء على المدارس القرآنية لا تزال تشتعل نيرانها في حياة اللغة العربية.وذلك في اندراس المدارس القرآنية والدليل علي ذلك على التفاتنا إلى تلك المدارس القرآنية التي تعلم فيها كلنا وفتحت عيوننا، فإنها بلا أدني شك قد ذهبت بأكثرها العنقاء لأسباب لا محل لها من الإعراب في هذا المقام. فخلاصة القول في تلك الأسباب أن الحكومة البريطانية لم تشجع هذه تلك المدارس القرآنية كما شجعتها الحكومية الإسلامية التي أسقطوها. والحقيقة أن هذه المدارس القرآنية قد لأسهمت في محو الأمة في فجرها وضحاها. لقد استطاع الغزو الفكري أن ينجح في تفريق صفوف المسلمين باستخدام الأيدولوجيا القائلة:"فرق تسد" فأنشأ أول مدرسة داخلية مع تقسيمها إلي قسم لأبناء الرؤساء والأمراء المسلمين وقسم آخر لمن دونهم، فانقسم المسلمون إلي فريقين فريق يؤيد هذا الرأي الغربي وفريق آخر ينكره. وجهلوا الكتابة بالحروف اللاتينية بدلا من الحروف العربية كما جعلوا اللغة الإنجليزية لغة الدولة مع فرضية النجاح فيها في الامتحانات(21).
ومن الغزوات الفكرية أن أدخلت الحكومة اللغة العربية والدين في المواد التي تدرس في المدرسة بعد الطلب الشديد من الآباء والأمراء ومع ذلك لم تقم الحكومة بفعل أي شيء يساعد على نشر هذه اللغة وبث الثقافة الإسلامية، ولم توضع للعربية والدين أي منهاج بل كان كل مدرس يدرس ما شاء بما شاء وكيف شاء. واستمر الحال إلي حوالي خمس وعشرين سنة حتى أقيم مؤتمر لوضع المناهج في كنو عام 1938م فوضع هذا المؤتمر في آخر جلساته مناهج للغة العربية والدين في المدارس الابتدائية إلا أن الحكومة رفقت مع المناهج رسالة لشرح المناهج وفي الرسالة دلالة واضحة عما تضمره الحكومة للغة العربية من الغزوات الفكرية(22).ولعل هذه الصدمة الأولي للغة العربية هي في نظرة الاحتقار والهوان إلى اللغة العربية في المدارس الابتدائية اليوم.
ثانيا: آثار الغزوات الفكرية في المدارس الإعدادية والثانوية
كان التنصير من الغزوات الفكرية البريطانية في المدارس الإعدادية والثانوية وليس من استطاعة هذه المدارس وقتئذ قضاء حاجة المسلمين وإعطاء اللغة العربية والمواد الإسلامية حقها.
فأنشئت في سنة 1930م في كل من صكتو وكنو مدرسة الشريفة على نظام المدرسة الحديثة وكان الطلبة فيها يتعلمون اللغة العربية والشريعة الإسلامية وبعد ذلك جاء الأمير عبد الله بايرو بأفكار جديدة بعد عودته من الحج فأسس مدرسة عربية منظمة (الإعدادية والثانوية) تعرف بمدرسة الشريفة الكبري في سنة 1934(23).ثم بدأ تأسيس المدارس العربية الأهلية بالمرحلين الإعدادية والثانوية ومن هذه المدارس ما كانت علي غرار المدارس الحكومية المسيحية كما فعلت جماعة أنصار الدين، ومنها ما اغترت بتضمين التعليم الإنجليزي في مناهجها كما هو الشأن في مدرسة العلوم الشرعية، وأسست بعد المدارس الإسلامية إلي أبعدت الإنجليزية من مناهجها، كفعل الشيخ الإلوري في مركزه (24).
ومن الغزوات الفكرية التي حدثت للمدارس الحكومية التي أسسها المسلمون علي غرار المدارس الحكومية المسيحية أن قلّ من بين متخرجي هذه المدارس من يمدّ يديه لمناصرة الدين الإسلامي وكانت حالة كالسكر الواقع في الماء. وكذلك تأتي مصيبة الغزوات الفكرية للمدارس التي جمعت بين التعليم العربي والإنجليزي وذلك في الصراع اللغوي والثقافي الذي كان ينتصر فيه الإنجليزي في أكثر الأحايين. والدليل علي ذلك هو ما نراه اليوم في أوساط طلبة المدارس العربية الحكومية والأهلية التابعة للحكومة من الضعف اللغوي والثقافي، ليس لهم الأهلية المرجوة في العربية ولا في الإنجليزية وحتى لو كانت لهم في الإنكليزية أهلية فإن سياسة التعليم النيجيري تحرمهم عن الانضمام إلي قسم إنكليزي. وأما المدارس العربية التي أبعدوا عنها التعليم الإنجليزي فإن البلاء يأتي من ناحية تحقير الحكومة لشهادتها. ولا تعتبر للعمل الحكومي ولا للتقدم الدراسي وغير ذلك. وجزي الله جميع المفكرين التربويين المسلمين الذين فكروا في هذا الشأن فأنشؤوا في كليات التربية قسم اللغة العربية الواسطة (قسم الدراسات الإسلامية و التربية بالعربية) فإن هذا القسم الجديد من نوعه قد أعطي لأبناء المسلمين في المدارس العربية الأهلية كل عز وفضل للتقدم الدراسي، إلا أن فتنة التحقير للشهادات تحرك رأسها عند الالتحاق بالجامعة وذلك في فرضية النجاح في المادة الإنجليزية في الشهادة الحكومية أو المعادلة.
ومن الغزوات الفكرية للغة العربية في المدارس الإعدادية والثانوية الحكومية تضييق مقام اللغة العربية وفرضت اللغة الفرنسية على الطلبة، كما جعلتها اللغة الرسمية الثانية في هذه البلاد، واللغة العربية في السياسة التعليمية الوطنية شبه معدومة. والحقيقة أن العربية أحق باحترام الحكومة لعلاقتها مع البلاد المجاورة الناطقة بالعربية والتفاهم مع أبناءها ولاسيما علاقتها مع الإسلام. ومن آثار الغزوات الفكرية في المدارس الحكومية للغة العربية محو التراث العربي وذلك في إسقاط الشعار العربي الإسلامي من لوائح المدرسة(25).



ثالثا: آثار الغزوات الفكرية في الجامعات
لم يكن الشعب النيجيري يطالب الحكومة بإنشاء جامعة في العقود الأولي بعد دخول البريطانيين إلى هذه البلاد لعدم الوعي القومي، فالحكومة في غزواتها الفكرية لا تحتاج إلى الدراسات العالية لأبناء هذه البلاد.
وأما تاريخ التعليم العالي للغة العربية في نيجيريا فبدأ بسفر الطلبة إلى الأزهر الشريف أو إلي الحلقات العملية في الحجاز، لدراسة العربية والدين الإسلامي ثم تبع ذلك البعثة بواسطة الحكومة إلى مصر في أوائل الخمسينيات. وكان من آثار تلك البعثة وجود المنح الدراسية إلى مصر العربية 1962 والى السودان في سنة 1961- 1962 والى الجامعة الإسلامية بالمدينة عام 1962 ثم العراق 1963م. لقد أثمرت هذه البعثات خيرا كثيرا للتعليم العربي العالي إلا أنها لم تنج من الغزوات الفكرية وذلك في تبطأ الحكومة في إجراءات الإرسال واختيار غير أكفاء.
وطابت الحالة للتعليم العالي في الجامعات النيجيرية أن أنشئ قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة إبادن عام 1961م ولكن الحكومة كانت لا تعادي اللغة العربية وذلك أن القسم كان على أنماط الدراسات شرقي في انجلترا وفي سنة التي استقلت جامعة إبادن التابعة للندن، أنشئت جامعة شمال نيجيريا التي سميت فيما بعد بجامعة أحمد بلّو وذلك في عام 1962م (26). وكانت من كلياتها كلية عبد الله بايرو التي أسست منها الجامعة قسما خاصا باللغة العربية والدراسات الإسلامية. والجامعة كانت تحاول ربط الجامعة بالمجتمع تعيش فيه وتتبني تقاليد أهلها وثقافته كما تتحاشي بعض الأخطاء التي ارتكبتها جامعة إبادن في مرحلتها الأولي. والمهم في هذا المقام ليس سرد قصة تاريخ التعليم العربي في الجامعات النيجيرية ولكن المهم هو تسليط الضوء على تلك الغزوات التي تشن ضد التعليم العربي في ذلك الجامعات.
ولقد لاحظ الشيخ الإلوري مدي تأثير هذه الغزوات الفكرية في جامعات نيجيريا التي كادت تجعل القسم الغربي في الجامعات أضحوكة المفكرين وسخرية المستهزئين في الداخل والخارج، كما رأي الشيخ الإلوري أنه من الغزوات الفكرية للغة العربية في الجامعات تعليمها باللغة الإنكليزية كما هو الحال الآن في بعض جامعات الجنوب النيجيري وجزء قليل من الشمال 27 ومن هذه المكائد والدسائس الاستعمارية استقلال أقسام اللغة العربية عن أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات والمعاهد العليا لتسهيل الدرب في فصل اللغة العربية عن الدين الإسلامي وكذلك شأن الحكومة في جمع بين قسم العربية والإسلامية في بعض الجامعات لقتل المهارة في تخصص الطلبة.
ومن الغزوات الفكرية للغة العربية في الجامعات حصر العربية في الميادين الأدبية.فرغم أن اللغة العربية كانت من أرقى اللغات العالمية في العلم والحضارة ولا تزال في إمكانها منافسة الحضارة المعاصرة، ولذلك لم نسعى الحكومة في فتح المدارس التي تدرس العلوم والتكنولوجية بالعربية بالمرحلة الثانوية لكيلا يطيب له المقام في الجامعة لدراسة العلوم والتكنولوجيا.ومن الغزوات الفكرية في سياسة التعليم الوطنية للتعليم العربي والديني في هذه الديار فتح جميع الأبواب لإنشاء الجامعة الأهلية وكانت النصرة ذلك للمسيحيين، حيث صدوا سبيل المسلمين عن تأسيس الجامعة الإسلامية، وهذا هو السبب في قلة الجامعات الإسلامية وكثرة الجامعات المسيحية في هذا الوطن. ولا تزال تلك الجامعات الإسلامية القليلة مقيدة بقيود تخرجها عن نطاق الإسلام28

الخاتمة
ذهب الاستعمار بعد الاستقلال واحتلت مكانه الغزوات الفكرية التي تغير نجيلها ورجلها على الحياة الاجتماعية و السياسة والاقتصادية والتعليمية في جنوب نيجيري وشمالها. وقد فعليت بنا الغزوات الفكرية البريطانية مثل ما فعلت بغيرها في أقطار العالم فكانت آثارها تشتعل نيرانها تأكل الصالح والطالح من أبناء هذه البلاد العزيزة.فإن هذا البحث محاولة في بيان تاريخ الغزوات الفكرية للتعليم العربي في نيجيريا، مع الإشارة إلى آثارها في الدراسة العربية بجميع مراحلها التعليمية وتتمحور الغاية من هذه الورقة في تنبيه المهتمين بأحوال التعليم العربي النيجيري وإثارة قلوب المفكرين المتنورين للسعي والجد لرسم خطوط تعيد الحياة للتعليم العربي في هذه الدير حتى لا نبي على الهواء ونكون على سير السلف في مقاومة هذه الغزوات الفكرية من جميع أنواعها.
هوامش
1- الفيروزبادي، بن يعقوب، القاموس المحيط، مؤسسة الحلبي وشركاه، القاهرة، الجزء الرابع ص 329
2- القاموس العربي الشامل، طبعة أولى، دار الراتب الجامعية بيروت، ص 415
3- ابن منظور، لسان العرب، المجلد الخامس، دار صادر، بيروت، ص 65
4- ابن باز، (عبد العزيز شيخ) "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " (1411) طبعة ثانية،ج 3، طبع الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة و الإرشاد، الرياض، ص 438
5- علي عبد الحليم محمود (دكتور)، الغزو الفكري التيارات المعادية للإسلام، (1496هـ) من منشورات مؤتمر الفقه الإسلامي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض ص 9ز
6- نذير حمدان، الغزو الفكري المفهوم-الوسائل-المحاولات، مكتبة الصديق، الطائف ص 2-7
7- محمد قطب، واقعنا المعاصر (1408هـ) طبعة ثانية، مؤسسة المدينة، جدة، ص 195
8- عاشور، سعيد عبد الفتح (دكتور)، التاريخ السياسي، (1985هـ)، جزء أول، مكتبة الانجلو المصرية، مصر، طبعة سادسة، ص 265.
9- رزق الطويل، (الأستاذ الكرسي)، من قضايا اللسان العربي دارسة في الإعراب والبنية، (1991هـ) جزء ثاني، دار الهدى للطباعة القاهرة، ص 18
10- محمد محمود الصواف، (1399هـ) المخططات الاستعمارية لمكافئة الإسلام، طبعة ثالثة، دار الإصلاح، الدمام، ص 359-354.
11- مصطفى خالدي، عمر فروخ، التبشير والاستعمارية في البلاد العربية، (1983) المكتبة العصرية، بيروت ص 40.
12- سلمان أينلا هارون، مشاكل اللغة العربية في المرحلة التعليمية الإعدادية في نيجيريا "مجلة اللسان (2005م) العدد الثالث، مطبعة ألبي إلورن، ص 148.
13- الإلوري، آدم عبد الله. الصراع بين العربية والإنجليزية في نيجيريا، 1411هـ دار الكتب المصرية، القاهرة، ص 3
14- انظر: رسائل ملك إبادن في مركز تقييد المخطوطات العربية، جامعة إبادن.
15- الإلوري، آدم عبد الله الإسلام اليوم وغدا في نيجيريا، (1985) طبعة أولى مكتبة وهبة، القاهرة، ص 13. والسعدوتي، جمال الدين صبحي (1413هـ) مسابقات وثقافات، دار ابن حزيمة، الرياض ص 92.
16- المصري، جميل عبد الله (1989م) حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة، الجزء الأول، مطابع الجامعة الإسلامية، المدينة، ص 142.
17- غلادنث، أحمد شيخو، حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا، شركة العبيكان للطباعة والنشر، الرياض، طبعة ثانية، ص 12
18- انظر: غلادنث، حركة اللغة العربية، ص 79، كيف قام معير هنس فيشار (Hannas Vischer)
بالزيادة إلى بعض البلاد المسلمة التي استعمرها الإنجليز لتسهيل منافسة المدارس العربية.
19- انظر: Graham, S.PGovernment and Mission Education: Ibadan Press, 1966
p 11
20- الإلوري، المرجع السابق، ص 9-13
21- جمبا، مشهود محمود، كتابة لغة يوربا بالحروف العربية نشأة وتطورا، مقالة غير منشورة ص 4.
22- راجع: غلادنث أحمد شيخو، المرجع السابق، ص 84
23- غلادنث: المرجع السابق، ص 84
24- حمزة أشولا عبد الرحيم: الشيخ الإلوري والصراع اللغوي بين العربية والانجلزية في نيجيريا 1997، ص 1.
25- حدث مثل هذه الغزو الفكري للتراث العربي الإسلامي في مدرسة G.S.S إلورن، وذلك في حذف شعار المدرسة "العلم نور".
26- غلادنث: المرجع السابق ص 225.
27- الإلوري، آدم عبد الله: نظام التعليم العربي وتاريخه في العالم الإسلامي، 1980، دار المعرفة، بيروت، 126.
28- زر جامعة الحكمة بمدينة إلورن التي تعتبر أولى الجامعات الإسلامية في نيجيريا، تر كيف تجرى فيها الحياة الاجتماعية والإدارية والأكاديمية.
























هناك تعليق واحد:

  1. وهذا بحثك الأكاديمي يبرز الفوائد العلمية والإجتماعية تاريخيا وحياتيا للمجتمع المربط بهذا البحث. بارك الله فيه



    ردحذف