الأحد، 20 سبتمبر 2009

ملامح النقد الأدبي عند الخليفة عمر بن الخطاب





إعداد
عثمان إدريس كنكاوي
محاضر بقسم العربية، كلية التربية، إلورن، ولاية كوارا، نيجيريا

مقدمة:
أنصف المؤلفون عمر بن الخطاب رضي الله عنه-خليفة عظيما، فكتبوا عنه أسفارا متنوعة تبرز سياسته الفذة في حل المعضلات وتوجيه الأمور وصفاء السريرة كفعل السيوطي في تاريخ الخلفاء والأستاذ زكي علي سويم ومشاركيه في المطالعة الأزهرية(1)، ولم ينعزل عن هذا الشأن ذلك الخطيب العالمي الشيخ عبد الحميد كشك في بعض خطبه المنبرية الرائعة. والشيخ مناع خليل القطان في الحديث والثقافة الإسلامية(2). والأستاذ محمود عباس العقاد في العبقريات الإسلامية(3) وقال عنه شاعر النيل في شعره القصصي والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم في "هدية جريدة صوت الأزهر"، ولكن الكثير منهم لم يتعرضوا إلى ما كان له رضي الله عنه من ذوق سليم في النقد العربي، ومكانته المرموقة في الأدب ونقده التي توحي وتنم عن موهبته الأدبية والنقدية وتفهم مراميه، إلا ما انتشر في أمهات كتب الأدب عقده دون أن يظفر بمن يجمع نظامه في سلك خاص، فكانوا بذلك غير عابئين بجوانب ما تعددت مواهبها، وتشبعت نواحيها لدى الخليفة عمر بن الخطاب في الصنع الأدبي ونقده، فأصبحت في ذمة النسيان والخمول.
لم يكن وراء هذه الورقة نقطة يسيرة من الغاية سوى تحريك أوتار قلوب حاضري المؤتمر السنوي الثالث لجمعية مدرسي اللغة العربية في كليات التربية والمعاهد المماثلة بنيجيريا وغيرها، على ما في آثار الخليفة عمر الفاروق بن الخطاب-رضي الله عنه-النقدية من صنيعة أدبية رائعة، وعملية نقدية موضوعة على الأساس الاجتماعي والفني والموازنة.
فجعلت هيكل الورقة ثلاثي المباحث قبلها مقدمة وبعدها خاتمة والمبحث الأول تمهيد وعرض سريع لدراسة أثر الإسلام في النقد الأدبي، والمبحث الثاني يوحي إلى معالجة ذاتية الخليفة عمر بن الخطاب وذوقه الأدبي، ويحتوي المبحث الثالث الذي هو حجر الزاوية لهذا البحث، على آثار الفاروق رضي الله عنه النقدية على الأساس الاجتماعي والفني والموازنة، والله ولي الهدي والتوفيق.


البحث الأول: أثر الإسلام في النقد الأدبي
بدأ النقد الأدبي في العصر الجاهلي متمشيا على الآراء والأحكام البسيطة المعتمدة على الذوق الفطري السليم والوجدان الشعري المرهف، وفيه شيء كثير من التعليل السليم والنظر السديد(4).
وجاء الإسلام بنظامه الجديد البديع ولم يفرط في الكتاب من شيء فتغيرت مفاهيم الأدب والنقد بالقيم الإسلامية التي أثرت تأثيرا بليغا في الصحابة والتابعين لهم، حتى أصبحت الآراء النقدية المطمورة تذكر وتشكر وتتجلى على ضوء الكتاب والسنة. وكان الإسلام مقياسا للنقد في هذا العصر الإسلامي مواكبة وانسجاما مع طبيعة الدين الجديد.
فمن ظلال هذه الناحية نتحقق ما للإسلام من آثار محمودة وإمدادات غير عكسية في تطعيم وتثقيف النقد الأدبي بكل ما يرجى له من التعديلات على ضوء الكتاب والسنة.
ثم توالت الحركات الأدبية المحبوبة في العصر الأموي، وتطايرت المعارك الأدبية، وساعدت في إيجاد الهجرة للنقد الأدبي. والنقد في الأموي مبني على الذوق المهذب، وعلى سلامة الطبع، ورفعته، والانصراف عن ذكر العلل والأسباب. فلعل النقد ومقاييسه واتجاهاته تبدو واضحة في العصر العباسي، ويظهر في عصرنا الحديث اتجاهان للنقد: فالأول مؤسس على مالنا من تراث نقدي قديم، والثاني مؤسس على التراث النقدي الحديث.وهنا يبدو لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ناقدا واخترمته المنية وهو ناقد.
ولقد أثر الإسلام تأثيرا ملموسا لا يخاف عقباه في جوانب النقد الأدبي المختلفة اجتماعية، وفنية، وموازنة. فبهذا يمكن أن يضاف إلى الإسلام كل مقالة الخير التي ليست لها غاية في الإعراب عند الدراسة الأدبية والنقدية.
المبحث الثاني: ذاتية الخليفة عمر بن الخطاب وذوقه الأدبي
كان صاحبنا في هذه الورقة في سلك من هو في مجال النقد الأدبي وهو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. أول من سمي أمير المؤمنين، وأول من كتب التاريخ من الهجرة، وأول من عاقب على الهجاء، وأول من اتخذ الديوان، وأول من قال: أطال الله بقاءك، وأول من قال: أيدك الله. وكان شديد الحب للشعر، الأمر الذي جعله أن يفترس في أصحابه فوجد عبد الله بن عباس يروي القصائد الجيدة وينتقد ما يعرض له من أبيات، فقربه واجتباه واصطفاه لنفسه خليلا. وكثيرا ما اختلى به الساعات الطويلة يتناشدان ويتطارحان. وكذلك كان الفاروق على علم تام بشعراء عصره يستطلع أخبارهم ويستفسر عن أحوالهم، وربما ذكر له شاعر فجعل يسأل عن معاشه وأوصافه الجسمية والخلقية، كأنه يريد أن يفهم شعره على ضوء حياته حتى يكون نقده له أو عليه نقدا موضوعيا.ومما يدل على ذوقه الأدبي ومكانته المرموقة ما قاله محمد بن سلام الجمحي في كتابه "طبقات فحول الشعراء". "ما عرض لابن الخطاب أمر إلا واستشهد فيه بالشعر". والذي يملك مثل هذه الأدبية من القوافي لابد أن يكون ذا ولوع بالمعاني الجيدة والأساليب الرائعة، فهو ينظر فيما يسمعه نظرة الباحث الناقد، ثم يحفظ ما يروقه ويعجبه مستشهدا به في موضعه مثنيا على صاحبه بما يستحق من تقدير.
ولعل أبلغ ما يؤيدنا في ذلك أن إسلامه قد هبط على قلبه عن طريق البلاغة القرآنية، إذ وفد على أخته ثائرا يهم أن يبطش بها حين أشرق عليها نور الإسلام، فهداه حسه الحسن إلى آيات رائعة من كتاب الله يؤخذ بها عقله المفكر، وينفعل به وجدانه الحساس، ويجد لها مذاقا خاصا يدفعه إلى الاستزادة حتى إذا لمس نورها في عقله، ووجد حلاوتها في قلبه ذهب من توه إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سيد بلغاء العرب فأعلن إسلامه! وهكذا كان إيمان ابن الخطاب وليد سحر بياني يجمع إلى المنطق السديد نصاعة القول ويغزو العقل براهينه كما يعزو العاطفة بروعته ذات القوة والتأثير.
ولقد شاع في الناس حبه للشعر وتأثره به أيما تأثر، فعمد كثير من أصحاب الحاجات إلى عرض مطالبهم عليه في أسلوب شعري، فكان يردهم أحسن رد. كشأن أمية ابن حرثان حين أنشد:
لمل شيخان قد نشدا كلابا ** كتاب الله لو قيل الكتابا
فإنك وابتغاء الأجر بعدى ** كباعي الماء يتبّع السرابا
وكان لا يطوف في شارع أو زقاق ويسمع شعرا ينشد إلا وقف يستمع إليه حتى ينقطع الصوت.وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن استنشد من قبلك من شعراء قومك ما قيل الإسلام، فأرسل المغيرة إلى الأغلب العجلي فاستنشده فقال: أرجزا تريد أم قصيدا لقد سألت هينا موجودا. ثم أرسل إلى لبيد فقال له: إن شئت مما عفا الله عنه-يعني الجاهلية-فعلت-فقال: ألا تنشدني ما قلت في الإسلام، فانطلق لبيد فكتب سورة البقرة في صحيفة، فقال: أبدلني الله عز وجل هذه في الإسلام مكان الشعر، فكتب المغيرة إلى عمر: انتقص عطائي أن أطعتك فرد عليه خمسمائة وأمر عطاء لبيد على ألفين وخمسمائة(5).
ولعلنا عند الدراسة الأدبية الجدية لهذه العارضة نشم رائحة ما لعله ينفجر انفجارا عاطفيا في أعماق ضمائرنا من التساؤلات:- ما الغاية في جمعه رضي الله عنه للأشعار ولما ذا أجزل العطاء للبيد؟
ومن الغرائب العجيبة التي توحي إلى ألمعيته المتوقدة أنه سمع رضي الله عنه أعرابية تنشد:
فمنهن من تسقي بعذب مبرد ** تفاخ فتلكم عند ذلك قرت
ومنهن من تسقى بأخضر أجن ** أجاج ولولا خشية الله فرت
فعلم ما تريد الأعرابية، وبعث إلى زوجها فوجده متغير الفم فخيره بين خمسمائة، أو جارية من الفيء، على أن يطلق زوجته فاختار الدراهم وطلقها، وهذان البيتان لا يدرك مرماهما غير من له بصيرة عمر الفاروق وذكاؤه، ولو سمعهما غيره لظنهما شعرا ينشد وكفى، ولكن عمر بن الخطاب الأديب الناقد البصير يصل إلى مراد المرأة الأعرابية.
وروي من غير وجه أن عمر بن الخطاب خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة-وكان يفعل ذلك كثيرا-إذ مرّ بامرأة من نساء العرب مغلقا عليها بابها وهي تقول:
تطاول هذا الليل تسرى كواكبه ** وأرقني أن لا ضجيع ألا عبـه(6)
فو الله لولا الله تخشى موكلا ** لزحزح من هذا السرير جوانبه
ولكنني أخشى رقيبا موكلا ** بأنفسنا، لا يفتر الدهر كاتبــــه
وبت ألا هي غير بدع ملعن ** لطيف الحشا لا يحتويه مصاحبه
يلاعبني طورا وطورا كأنما ** يعاتبني في حبه وأعاتـــــــــــبه
مخافة ربي، والحياء يصدني ** وأكرم بعلي أن تنال مراتبه(7)
فسأل عنها فقيل: إن زوجها غائب في جيش القتال من عام، فذهب إلى ابنته رضي الله عنهما وسألها كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقال: مائة وعشرين ليلة. فأمر أن يمكث المتزوج أربعة أشهر ويستبدل به غيره، وكتب كذلك إلى عماله بالغزو أن لا يغيب أحد أكثر من أربعة أشهر. ومن خير القدر المحبوب للخليفة الفاروق أنه كان ممن يشار إليه ببنان الكرامة لنيله المجد الأدبي في الساحة الأدبية. ولعل السبب الجوهري لذلك أنه عاش أديبا وتوفي أديبا. وقد كان رضي الله عنه-يتمنى أن يموت شهيدا في مدينة رسول الله (ص) فقد ثبت في الصحيح أنه كان يقول في دعائه: اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتا في بلد رسولك.
وكان طعنه في اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة من السنة الثالثة والعشرين من الهجرة. ومات من هذه الطعنات فجهز ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة الأربع والعشرين مع رسول الله وخليفته أبي بكر بإذن من عائشة رضي الله عنها وعن أمهاتنا أمهات المؤمنين(8).
المبحث الثالث، آثار عمر بن الخطاب النقدية:
وللخليفة رضي الله نفاذ النظرة، وانتباه الذهن وسرعة الاستجابة للتأثيرات، والقدرة على رؤية الشيء كما هو في حقيقته، والتجرد من الميل إلى الهوى، أي من الغرض الشخصي، والتطرف الثقافي والسياسي في حكمه على الآثار الأدبية. وإن لم يكن له الإطلاع الواسع على حقائق العلم والمعارف الإنسانية من فلسفة، وتاريخ، وطبيعة، واجتماع، وعلم النفس البشرية.
ولقد أظهر سيدنا عمر بن الخطاب عبقريته النقدية وصدق عليه اسمه الفاروق فيما له من النوادر الأدبية التي توحي إلى الناس أن له قدما راسخة وطول الباع في تحريك فن النقد الأدبي في صدر الإسلام.
هذا، فإننا بإمعان النظر إلى آثاره-رضي الله عنه-النقدية نتحقق أن هذه الآثار والملامح النقدية تتجلى وتتمثل في ثلاثة أسس، الأساس الاجتماعي، والفني، والموازنة. ولنختلف إلى عرض هذه الأسس الثلاثية بالترتيب.
آثاره-رضي الله عنه-النقدية على الأساس الاجتماعي:
كان انتماء الخليفة الفاروق النقدي لأنصار الفن للحياة، والأدب للمجتمع، وهم القائلون: إن الأديب مواطن، على عاتقه واجبات يقوم بها كأحد أفراد المجتمع الإنساني، الإنسان والعالم، ويعمل على تقدم البشرية وخيرها، ويحدد موقفه من مشكلات قومه ووطنه. فإن إتقان الأديب لعلمه الأدبي لا يكفي، وإن كان ضروريا، وإنما يجب أن يكون واعيا لدوره في الحياة الإنسانية(9).
ومهما يكن من الأمر فإن سيدنا عمر كان لا يعجبه من الآداب سوى ما تشم فيها رائحة الخدمة الاجتماعية، والمعلوم أن النقد في صدر الإسلام يتجه اتجاه هذا الدين القيم (الإسلام) نورا ساطعا يهدم كل ما هو جاهلي اللون مظلم في شتى الحياة.
ولقد اقتفى عمر آثار الرسول (ص) في بناء نقده الأدبي على الأساس الاجتماعي ونراه يقدر ويستحسن كل ما يخدم المجتمع من الأعمال الأدبية ويستقبح منها ما يهدم المجتمع.ولعلك تكون معي مؤيدا أو مفندا عندما أطلعتك على بعض نوادره النقدية، فاستمع الآن لما يوحى.
كان من ملامح النقد الأدبي عنده في إصلاح المجتمع المحقق أنه رضي الله عنه-انتقم من النعمان بن عدي الذي كان من السابقين في الإسلام ممن كان في مهاجري الحبشة مع أبيه، ثم ولاه عمر على ميمسان من نواحي البصرة فقال في الخمر شعرا منه:
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ** ولا تسقني بالأصغر المتلثم
لعل أمير المؤمنين يسوئه ** تنادمنا في الجوسق المتـــــــــهدم
ولما سمع عمر هذا قال:نعم والله، إن ذلك يسوؤني، ثم عزله، فقدم النعمان إلى عمر معتذرا يقول: والله يا أمير المؤمنين ما صنعت شيئا مما بلغك أن قلته، ولكني كنت امرا شاعرا، فخضت فيما يخوض فيه الشعراء. فأبى عمر أن يستجيب له أو أن يقنع بما قال، وأقسم ألا يجعله على عمل ما عاش(10).
ولعل في هذه اللمحة اليسيرة كفاية القول في أنه رضي الله عنه-كان ينقد على نمط الترغيب عن الانحراف في السلوك والانهيار الاجتماعي حتى يكون الشاذون في مثل هذا المجتمع قلة قليلة.
وعلق عمر رضي الله عنه-على سحيم بن بني الحسحاس الذي كان من الشعراء، اشتراه أحد أعمال عثمان بن عفان رضي الله عنه ليرسله إليه، وكتب إليه أنه اشترى له غلاما حبشيا يقول الشعر. فما إن شبع حتى أخذ يتغزل في النساء غزلا فاحشا، أدّى به وبالناس إلى أن يحرقوه بالنار حتى مات. وكان عمر قد حذره من تماديه في فحش الغزل حين سمع قوله:
توسدني كفا وتثني بمعصم ** علي وتحوي رجلها من ورائيا.
فقال عمر معلقا عليه تعليقا نقديا مبنيا على أساس الإصلاح الاجتماعي (ويلك إنك مقتول)، وفي مثل هذه العبارة المنطوية فيها رأى الخليفة أنه لم يكن نقده للشاعر من ناحية فنية ولا من غيرها، وإنما تأتي شررها من الكيان الاجتماعي(11).
وحسبك أن الخطيئة كان يلقى منه-على سلاطة لسانه وقبح هجوه-كل تسامح محمود-قد حبسه عمر رضي الله عنه-حين هجا الزبرقان بن منذور جدر: فنظم عدة أبيات عاطفية يستميل بها قلبه ومنها:-
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ** فاغفر، عليك سلام الله يا عمر
فرق له عمر فأطلقه من سجنه وأعطاه دراهما كثيرة على ألا يتعرض لهجو المسلمين، ولربما من الجدير بنا أن نقطع خيوط الشكوك عن إيمان غيرنا أنه رضي الله عنه استغرق في عهده في الإسراف على الشعراء بل القصد الجوهري في تقديره للشعراء إنما يكون من باب إماتة مفسدات المجتمع ورفعه إلى المستوى الصالح.
ومما لا شك فيه أن عمر كان يتنكر بالليل لا لرهبة من الرعية، ولا لرغبة إلى ما بأيديهم من الثروات لكن ليعرف مجرى الأمور في البلاد رغبة الإصلاح الاجتماعي حسب النظام النبوي المخطط. ولقد استطاع عمر في الأعمال الأدبية شعرها قيلت في محضره أن يكب عليها انكباب الناقد البصير، ويستهوي منها ما يسهم في خدمة المجتمع كما يستهجن ما سواه. وكان يظهر افتنانه الفائق في تأويل بعض الأشعار لمقرضيها ردءا عما تغرسها من العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع.وفي حديثه مع النجاشي ما يشير إلى ذلك فقد كان بنو العجلان يفتخرون بهذا الاسم، لقصة كانت لصاحبه في تعجيل قرى الأضياف إلى أن هجاهم النجاشي فضجروا وسبوا به، واستعدوا عليه عمرفقالوا: يا أمير المؤمنين هجانا أبشع هجاء، فقال: ماذا قال؟ فأنشدوه:
إذا الله عاد أهل لؤم ورقة ** فعادى بني العجلان رهط بن مقبل
فقال عمر: إنما دعا عليكم ولعله لا يجاب، فقالوا إنه قال:
قبيلته لا يغدرون بذمة ** ولا يظلمون الناس حبة خردل
فقال عمر: وما في ذلك؟ هذا أقل للزحام، قالوا إنه قال:
تعاق الكلاب الضاربات لحومهم ** وتألك من كعب بن عوف ونهل
فقال عمر كفى ضياعا من تأكل الكلاب لحمه، قالوا فإنه قال:
وما سمي العجلان إلا لقولهم ** خذ العقب واحلب أيها العبد وأعجل
فقال عمر: كلنا عبد وسيد القوم خادمهم. فهذه الأبيات كلها سب صريح وهجاء لا ذع كان عمر لا يخفى عليه ما تضمنته من الفتنة يمكن أن توقع العداوة والبغضاء في القبائل، وتسلب من المجتمع أمنه، ولكنه رضا الله عليه-يتجه بها نحو التأويل الأدبي تنعكس عليه مرآة نقده الأدبي على الأساس الاجتماعي وتنم على أنه باقة ألمعي في مضمار الأدب النقد(12).
وفيما تقدم-إن لم تخننا ذاكرتنا-أنه استقبح شعر أمية بن الصلت في رثاء قتلى بدر لميله إلى الباطل، وكما امتنع عن قضاء حاجة أبي شجرة بن الخنساء السلمي لهجوه المسلمين، والهجاء في ذاته ضلال إن لم يصحبه الحق والبرهان، ولي في هذا المعنى بيت شعري:
إن الهجاء ضلال و يل قائله ** إن لم يؤيده برهان وفرقان
وهذا لا يدل على أن عمر لا يستحسن شيئا من فن الهجاء الذي كان في العهد النبوي سلاحا للدفاع عن الإسلام والمسلمين.
يقول الدكتور عبد الحليم حفني في كتابه (الشعراء المخضرون) ومن التأثير النفسي للشعر ما عير عمر بن الخطاب رضي الله عنه-حين سمع هند بنت عتبة ترتجز ببعض الشعر بعد انتصار المشركين في أحد، شامتة في المسلمين، متشفية بقتل حمزة رضي الله عنه-وتمثيلها به-فقال:عمر بعد ذلك لحسان بن ثابت: لو سمعت يا ابن الفريعة ما تقول هند، ورأيت أشرها على صخرة ترتجزين. وتذكر ما صنعت بحمزة: قال حسان اسمعني بعض قولها أكفكموها، فأنشده عمر بعض ما قالت فهجاها حسان بشعر منه:
أشرت لكاع وكان عادتها ** لؤما إذا أشرت مع الكفر(13)
ولا يخفى على من له إلمام بالغ في تصفح الكتب الأدبية أنه رضي الله عنه-كان يستهجن شعر أبي محجن الثقفي الذي كان من أبرز فرسان العرب وشجعانهم، وكاد يكرر عليه الحد لقوله في الخمريات وشربها، ولقد قال حين جلد ذات مرة شعرا:
وإني لذو صبر وقد ما إخوتي ** وليست على الصبهاء يوما بصابر
وشأن عمر في هذا لم يكن لشيء سوى أنه يعتبره هو وشعره من الذين يفسدون ولا يصلحون في المجتمع الإنساني البشري.
ومن ديواني الشعري أقول:
والشعر في ذاته رهن لقائله ** يوم القيامة، قل ما شئت من شعر
آثاره رضي الله عنه-النقدية على الأساس الفني:
شاء القدر فأتاح لابن الخطاب أن كانت له الموافقات التعبيرية، ما قال الناس في شيء وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر، وكان أقربها للموافقة ما أخرجه ابن أبي خاتم عبد الرحمن بن أبي ليلي. أن يهوديا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم (محمد) عدونا. وقال عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائل فإن الله عدو للكافرين.
فنزلت الآية حسب تعبير عمر الكلامي.
وأخرج الشيخان عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلي، فنزلت (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي) واجتمع نساء النبي عليه الصلاة والسلام في الغيرة فقلت: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك، وكما أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن أنس. قال: قال عمر: نزلت هذه الآية (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) ولما نزلت قلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت (فتبارك الله أحسن الخالقين)، وكذلك لما أكثر الرسول عليه الصلاة والسلام من الاستغفار لقوم قال عمر: سواء عليهم، فأنزل الله (سواء عليهم استغفرت لهم) (14).
والسر الحقيقي في إيرادنا لهذه الموافقات التعبيرية هو الإشارة العابرة عن مستوى أبي حفص الفني في التعبير الصحيح الذي كان يوافق العرض السماوي والوحي الأبدي، ولعل مكانته الشامخة في ملكة التعبير الفني هو العامل القوي المؤثر في بناء شخصية الخليفة الفاروق النقدية حتى سجلت له أمهات الكتب الأدبية بعض النوادر الأدبية والنقدية المبنية على الأساس الفني. وكلنا نعترف كل الاعتراف أن الكتاب والسنة كانا هما المرجع المعتمد والعون الوحيد في بناء وتزويد الخليفة الثاني واقتنائه هذه الموهبة المغبوطة الفائقة.
فأول ما يلاحظ في هذا الصدد هو ما أورده السيوطي في تاريخ الخلفاء يقول: (وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن قرة قال: كان يكتب من أبي بكر خليفة رسول الله، ولما كان عمر بن الخطاب أرادوا أن يقولوا:خليفة خليفة رسول الله، قال عمر: هذا يطول: قالوا: لا، ولكنا أمرناك علينا، فأنت أميرنا، قال: نعم، أنتم المؤمنون وأنا أميركم، فكتب أمير المؤمنين.
فمن الممكن أن نلاحظ أن هذا اللون النقدي يعمد كل الاعتماد على الأساس الفني حيث كان عمر يرمي سهام نقده الأدبي إلى الناس في تطويل التركيب الذي أطلق عليه البلاغيون الإطناب.
ومن هذا القبيل تحريم سيدنا عمر سحيم عبد الحساس جائزته لما ورد منه قوله:
عميرة ودع أن تجهزت غاديا ** كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال له عمر: لو كنت قدمت الإسلام على الشيب لأجزيتك(15).
وحقيقة أن عمر يصب عليه سوط عذاب النقد بحرمانه الجائزة بمجرد إفراطه في تقديم الجدير بالتأخير وبالعكس.
وكان عمر بن الخطاب شديد التعليق على التذوق النقدي فنرى النقاد من بعده قد أفاضوا في الحديث عن ملاحظاته إفاضات طويلة كانت لها عوائدها في الدراسات النقدية، ويرسمون لها الحدود ويناقشونها مناقشة المستنبطين من آرائه أراء.
وقد أفادتنا الكتب الأدبية أن عمر بن الخطاب قال لابن عباس رضي الله عنهما أنشدني لشاعر الشعراء، قلت يا أمير المؤمنين ومن هو؟ قال: ابن أبي سلمى، قلت وبم صار كذلك؟ قال لأنه لا يتبع حوشي الكلام، ولا يعاظل في المنطق ولا يقول إلا بما يعرف، ولا يمدح الرجل إلا بما يكون فيه. قيمة هذا الحكم لا يأتي من أنه صدر من خليفة المسلمين الذي يهابه الناس، وإنما أتى من جمال التفضيل ودقة النظر مما يدل على نظرة صاحبه النافذة، وبصيرته النقدية العادلة التي مكنت النقاد والبلاغيين من استنباط الأسس والمقاييس النقدية(16).
ولو أردنا أن نضع الحق في نصابه أمام الناس نتحقق أن في سالف القول ملاحظات-تسند إليه-نقدية جارية على الأساس الفني.
وقيل أن عمر قام مرة يصلي فوجد رجلا قصير القامة أعور متنكبا قوسا وبيده هرواة فقال له: أنت متمم بن نويرة؟ فقال نعم يا أمير المؤمنين، فقال: هكذا وصفت لي، فأنشدني مراثيك في مالك أخيك، فأخذ ينشده حتى وصل إلى قوله:
وكنا كندمانى حذيمة حقبة ** من الدهر حتى قيل: أن يتصدعا
ولما تفرقنا كأني ومالكا ** على طول وصل لم نبت ليلة معا
فقال عمر: والله هذا هو التأبين، ولوددت أن أحسن الشعر فأرثي أخي زيدا بمثل ما رثيت به أخاك، فقال متمم: لو أن أخي يا أمير المؤمنين-مات على ما مات عليه أخوك من الإيمان ما رثيته فقال عمر: (ما عزاني أحد من أخي بمثل ما عزاني به متمم).
ونحن لو نقشنا مراثي متمم هذا، ما وجدنا أحسن من البيتين اللذين وقف عندهما الفاروق، وفي ذلك الدليل القوي على سلامة ذوقه ودقة شعوره بمعاني الكلام وجماله الفني تلتاع لها العاطفة في أعماق سامعيه.
آثاره رضي الله عنه-النقدية على أساس الموازنة:
هذا، فإننا عند وضع الحقيقة ي نصابها نرى أن عملية الموازنة الأدبية ليست من استطاعة من لم يكن له حس نقدي أصيل مدرب في ممارسة الأعمال الأدبية والنقدية. ولا تتهيأ لأحد سوى من له حظ عظيم من التوفيق والإبداع.
وقد توغل عمر-رضي الله عنه-في غياهب هذا العمل النقدي، وأظهر فيه مهارته الفذة بالأساليب المرنة، ولعلك توافقني إذ قال عمر: يا ابن عباس، ألا تنشدني لشاعر الشعراء؟ قلت ومن شاعر الشعراء قال: زهير، فقلت لم صيرته كذلك؟ قال (لأنه لا يعاظل بين الكلامين، ولا يتبع الوحشي، ولا يمدح أحد بغير ما هو فيه).
فعمر الفاروق يفضل زهيرا على من عداه مبينا أوجه التفضيل، وهي سنة وطريقة في النقد، إذ كان من قبل عمر من الرواة متى نقدوا شعرا قالوا إنه برود يمنية تطوى وتنشر، أو قالوا إنه سمط الدهر، أو قالوا إنه مزاد لا يقطر منه شيء، إلى آخر هذه التشبيهات المجملة التي لا تفصل حكما ولا تعلل رأيا. فجاء عمر في نقده على أساس الموازنة بالتفصيل الواضح والتعليل المقبول المحكم.
وليس من الغريب أن يخالف الفاروق ما أجمع عليه أكثر أئمة النقد في الأدب، فيفضل زهيرا على امرئ القيس حيثما يفضل الإمام على امرئ القيس على غيره. وهذا الاختلاف محمود يستحسنه النقد لأنه قائم على الرؤية الصحيحة بدون التقليد الأعمى. وعمر الفاروق كان يسير الشعر بعقله فلا يعجبه منه إلا ما جاء متمشيا مع المنطق السليم، فكان نبيل الغرض رائع الحكمة. وزهير حكيم قد يزن الأشياء بميزانها العاقل، فلا يفحش في غزله، ولا يتعابث في تصابيه بل يسوق الحكمة تلو الحكمة رائعة ساطعة تجذب إليها كل مفكر حصيف، أما امرئ القيس مثلا فلا نظن عمر يرضى عنه، وجل شعره في مغازلة الحسان، ومعاقرة الخمور، والاسترسال مع الصبوة إلى أبعد شوط، وهي أغراض لا يهش لها الحكماء من قادة الرأي كعمر بن الخطاب، سمع مرة قول زهير:
فإن الحق مقطعة ثلاث ** يمين أو نقار أو جلاء
فأخذ يحرك رأسه في عجب. ويقول في تبسم: إنما أراد أن يبين أن مقطع الحقوق يمين أو حكومة أو دية كما جاء به الإسلام.
هذا التدقيق المتواصل في شعر زهير جعل الفاروق يكرر إعجابه، ولا يتحدث عنه في حماسة وإيثار.
ودخل على عمر أحد أولاد هرم بن سنان ممدوح زهير فسأله من أنت؟ فقال أنا ابن هرم بن سنان فقال عمر: صاحب زهير قال: نعم، قال عمر: أما إنه كان يقول فيكم فيحسن؟ فقال الابن: كذلك كنا نعطي فنجزل، فتبسم عمر …… وقال قولته الصادقة: ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم(17).
ولقد كان النابغة الذبياني يلي زهير في المنزلة لدى الفاروق، لأن النابغة أقرب إلى زهير منه إلى امرئ القيس، إذ كان متئد التفكير، شريف الغرض، وإعجاب عمر به يرجع إلى ما سمع من أبياته التي تنحو منحى زهير في المنطق والسداد. ولما لقي عمر بن الخطاب وفد غطفان فقال: أي شعرائكم الذي يقول:
حلفت ولم أترك لنفسك ريبة ** وليس وراء الله للمرء مذهب
فقالوا: النابغة، قال فمن القائل:
فإنك كالليل الذي هو مدر كي ** وإن خلت إن المنتأى عنك واسع
فقالوا: النابغة، فقال فمن القائل:
أتيتك عاريا خلقا ثيابي ** على وجل تظن به الظنون
فقالوا: النابغة، قال ذلك أشعر شعرائكم.
وإذن فزهير عنده شاعر الشعراء، أما النابغة فهو شاعر غطفان، وطبيعي أن يكون عمر مع هذا النظر الثاقب في الشعر قادرا على أن يزن الإنتاجات الأدبية بميزان الحق والبرهان.
الخاتمة:
لا شك أن غاية الإسلام في النقد هو أن يضع في بال الناقد القصد من الانتقاد، التوجيه إلى تدارك الخطأ تلاقي النقص لبناء ورسم القيم العليا للحياة من العلم والفن والأدب. فليس للنقد العشوائي ولانهياري والشيطاني مجال في مسرح النقد الإسلامي.
وكانت ذاتية سيدنا عمر الفاروق سعادة كبرى في تحريك فن النقد العربي في صدر الإسلام، وتطعيمه بآراء محكمة واتجاهات مثقفة أصبحت فيما بعد مرجعا نقديا معتمدا تذكر وتشكر, وتستنبط منها قواعد أساسية تتساجل بها أفواه أئمة النقد في أمهات كتبهم النقدية، أمثال محمد بن سلام الجمحي في "طبقات فحول الشعراء" وابن قتيبة في "الشعر والشعراء" والجاحظ في "البيان والتبيين"(18).
هذا، فإن كان الشأن النقدي عنده مبنيا على الاتجاه الديني الذي يجعله أن يكون اعتقادي النوع بعيدا عن الأهواء، ومتمشيا على الأساس الاجتماعي والفني والموازنة. ولعل منشأ ذلك يرجع إلى تأثره القوي بالإسلام الذي يتمثل في شتى مجالات الحياة.
ومن الحق أنه رضي الله عنه-ليس هو الوحيد من الصحابة الذين شاركوا وأفادوا في ميدان النقد الأدبي العربي.
وقد يكون غيري ومن له شأن في تتبع الآثار النقدية أن يفضل الفاروق على غيره من أعلام الصحابة والمجال في ذلك واسع.
وأكبر أملي في هذا البحث الأكاديمي المتواضع هو أن يقع في رضا المستمعين من البرافسة والدكاترة والحاضرين والحاضرات، وأن يلتقي بملاحظات حتى يتمكن البحث من التوسع إلى حد ما يقدم لدرجة الدكتوراه في المستقبل القريب الممكن.
وأقول:
لا أقصر القول عن شخص أعزّ به ** الله محمد والإسلام في الأمـم
ثاني الخليفة، في تعبيره الأدبي ** يوافق الله رب العلم والقــــلم
فابن الخطاب فريد في بلاغته ** ونقده جوهري النوع في الكــــلم
لعل في اللقب ما قد يشار به ** إلى انتقاداته في أعدل الحـــــكـم
والنقد لو لم يكن في شرعه الأزل ** لما توغل فيه "العمر" بالكــرم
قل إنه لشريف الحكم والغرض ** في الانتقاد على منهاج محتكم



الهوامش:
1- من منشورات مطبعة الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، 1993م. ص 122.
2- من منشورات وزارة المعارف، المملكة العربية السعودية. 1987. ط 6، ص 67.
3- ولعله من الإنصاف أن لا يميلنا عن كتابه انتقاد الشيخ الشعراوي له في بعض فتاويه اللغوية القيمة.
4- الدكتور صفاء خلوصي وآخرون، النقد الأدبي وموازين الشعر. (1974) ط 1 مطبعة الأزهر ص 19.
5- صحيفة العالم الإسلامي. مقالة بعنوان رسالة في الأدب الإسلامي. للأستاذ محمد الحسيني السحرتي، العدد 1667، 15 سبتنبر 2000م. ص 9.
6- مجلة الفرقان، العدد 136، 19 مارس 2001م. ص 22.
7- الدكتور البيومي، المرجع السابق، ص 57.
8- الحافظ جلال الدين السيوطي، تاريخ الخلفاء، دار الفكر، بيروت، لبنان، ص 135.
9- الدكتور محمد بكر إسماعيلي، رجال أحبهم الرسول وبشرهم بالجنة ،دار المنار، القاهرة ص 15-52.
10- الدكتور صفاء خلوصي وآخرون، المرجع السابق، ص 6 .
11- البروفيسور عبد الباقي شعيب أغاكا، أثر الإسلام في النقد العربي:
-مقالة نشرت في ندوة شعبة العربية بجامعة عثمان بن فودي، صكتو. 1985.
12- سيرة ابن هشام .3-284: اقتبسه الدكتور عبد الحليم حنفي في كتابه الشعراء المخضرمون.
13- نفس المرجع ،ص 80 .
14- الدكتور البيومي، المرجع السابق، ص 45-55.
15- الدكتور عبد الحليم حنفي، المرجع السابق، ص266 –267.
16- السيوطي، المرجع السابق، ص 114 –115.
17- الدكتور بدوي طبانة، دراسات في نقد الأدب العربي من الجاهلية إلى نهاية القرن الثالث الهجري، ص 76 .
18- أبو عثمان بن جحر، الحيوان، ص 328، ج 1، مصطفى بابا الحلبي تحقيق وشرح عبد السلام هارون.


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق